إيران وأفغانستان: حب في زمن المصالح

يبدو أن طهران قررت أن تطبق المثل القائل “الجار للجار ولو في الحرب والدمار”، حيث أعلن القنصل الإيراني في مزار شريف أن المرشد الأعلى خامنئي أصدر توجيهاته للمسؤولين بتعزيز “الشراكة القصوى مع أفغانستان”. نعم، “الشراكة القصوى”، وكأن العلاقات بين البلدين كانت مجرد صداقة فيسبوكية والآن قرروا نقلها إلى مستوى “في علاقة مع…”

وبما أن السياسة هي فن تحويل الأزمات إلى فرص استثمارية، فقد شدد القنصل على أن الأولوية القصوى لإيران ليست فقط نشر الاستقرار والسلام، بل—وبشكل أكثر أهمية—تطوير العلاقات الاقتصادية، لأن التجارة أهم من المشاعر، وهذا سر العلاقات الناجحة حتى بين الدول. فبينما لم تعترف طهران رسمياً بحركة طالبان، فإن حجم التجارة بينهما تخطى حاجز الـ 4 مليارات دولار. لا نعرف بالضبط ماذا يشترون من بعضهم، لكن من الواضح أن الصفقات تسير بسلاسة أكثر من حركة المرور في طهران نفسها.

أما وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، فقد زار كابل مؤخرًا، في خطوة وُصفت بأنها “نقطة تحول” في العلاقات الثنائية. نقطة تحول؟ يعني كأن العلاقات كانت عالقة في زحام سياسي خانق، والآن فجأة وجدت طريقاً سريعاً ممهداً!

في النهاية، وبينما تتحدث طهران عن رفضها لأي تدخلات خارجية في الشؤون الإقليمية، نجدها في نفس الوقت منهمكة في تعزيز نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي داخل أفغانستان. لكن، كما يقول المثل الشعبي غير الشهير: “لا تقل لي لا تتدخل، وأنت تبيعني بـ 4 مليارات دولار سنوياً!”

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *