مسلسل صفقات التبادل بين حماس وإسرائيل: فصول بلا نهاية!
يا سيدي، حكاية صفقات التبادل بين حماس وإسرائيل بقت زي المسلسل التركي اللي ملوش نهاية، كل شوية حلقة جديدة وأحداث أغرب من الخيال، والمفاوضات فيها دراما أكتر من حلقات “باب الحارة”. بس بدل ما نرغي وخلاص، خلينا نرجع للتاريخ ونشوف الحكاية ماشية إزاي، بالاستناد لكلام الباحثين والمصادر الأكاديمية المحترمة.
البداية: خطف شاليط وفتح باب الصفقات
في 25 يونيو 2006، نفذت كتائب القسام عملية جريئة على الحدود، وخطفت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. إسرائيل كانت متعودة على المفاوضات الطويلة في الملفات دي، لكنها ماكانتش متخيلة إن الصفقة دي هتبقى الأكبر من نوعها. الباحث Yoram Schweitzer في دراسته A Mixed Blessing: Hamas, Israel, and the Recent Prisoner Exchange بيقول إن حماس استغلت خطف شاليط كورقة ضغط كبيرة، وطالبت بالإفراج عن 1027 أسير فلسطيني في مقابل جندي واحد بس! وفعلاً، بعد مفاوضات استمرت خمس سنين، تمت الصفقة في 2011 بوساطة مصرية، وكان فيها أسماء تقيلة زي يحيى السنوار اللي بقى لاحقًا قائد حماس في غزة.
لكن إسرائيل بعد الصفقة فضلت تسأل نفسها: “إحنا عملنا الصح ولا غلطنا؟”، وده اللي الباحث Adam Reich ناقشه في مقاله Prisoners Dilemma: The International Law and Policy Implications of Israel’s Detention and Prisoner Exchange Practices، لما أشار إن إسرائيل بتحط نفسها في معضلة أخلاقية وأمنية كل ما تعقد صفقة كبيرة، لأنها بتزود شعبية حماس من ناحية، ومن ناحية تانية بتفتح المجال لعمليات خطف جديدة.
الإعلام وتغطية الصفقات: بين الدراما والتأطير الشخصي
في دراسة تانية بعنوان Professional or Personal Framing? International Media Coverage of the Israel–Hamas Prisoner Exchange Deal، الباحثين Yuval Karniel, Amit Lavie-Dinur, وTal Samuel Azran درسوا إزاي الإعلام غطى صفقات التبادل، ولاحظوا إن الإعلام الغربي كان بيركز على “الجانب الإنساني” للرهائن الإسرائيليين، بينما الإعلام العربي ركز على “الانتصار السياسي” لحماس.
يعني المشاهد في تل أبيب كان بيشوف صور شاليط وهو بيبتسم بعد الإفراج عنه، بينما المشاهد في غزة كان بيتفرج على الأسرى الفلسطينيين وهم بيحتفلوا وسط زغاريد أهاليهم. الإعلام هنا لعب دور البطولة في تأطير الحدث بالشكل اللي يخدم أجندته، وكل طرف كان شايف نفسه هو الكسبان.
2023 – 2024: الصفقات في ظل الحرب الأخيرة
بعد حرب أكتوبر 2023 بين حماس وإسرائيل، رجع ملف الأسرى للساحة، والمفاوضات كانت شغالة على نار هادية. الباحثة Huma Yousaf في دراستها History of Unprivileged Palestine: A Research Review in the Context of Recent Hamas-Israel War أشارت إن بعد الحرب، حصلت أكتر من صفقة تبادل تدريجية، زي إن حماس أفرجت عن 3 رهائن، وإسرائيل في المقابل أفرجت عن 369 أسير فلسطيني، وبعدها بفترة حصلت صفقة تانية أفرجت فيها إسرائيل عن 183 أسير فلسطيني مقابل 3 رهائن.
هل بقت الصفقات تجارة؟
الموضوع بقى شبه سوق “بيع وشرا”، كل طرف بيحاول يطلع بأكبر مكسب. إسرائيل بتحاول تقلل عدد الأسرى اللي بتفرج عنهم، وحماس بتحاول تطلع أكبر عدد ممكن. حتى الإعلام بقوا بيتعاملوا مع الموضوع كأنها مباراة كورة، كل قناة بتحلل وتشوف “يا ترى الصفقة الجاية هتبقى إيه؟”.
الخلاصة
الملف ده عمره ما هيخلص، وطول ما فيه أسرى في السجون، وفيه عمليات خطف، هيفضل مسلسل “التبادل” مستمر بحلقات جديدة، وكل مرة الناس هتقعد تستنى وتشوف مين اللي كسب ومين اللي خسر… بس في الآخر، كل طرف هيلاقي نفسه بيعيد نفس اللعبة من تاني!
