يبدو إن قناة بنما بقت ترند عالمي، ومش عشان الناس بتخطط تروحها في أجازة، لكن عشان أمريكا قررت فجأة إنها “فاكرة” إنها صاحبة المكان، وعاوزة تسيطر عليه من تاني. والمشكلة؟ بنما مش ناوية تسيبها بالساهل!
الموضوع بدأ لما وزارة الخارجية الأمريكية كتبت بكل ثقة على “إكس” إن الحكومة البنمية وافقت تعفي السفن الحكومية الأمريكية من رسوم عبور القناة، وده طبعًا “هيوفر ملايين الدولارات سنويًا للحكومة الأمريكية”، يعني أمريكا ناوية تستلف الطريق بالمجان! لكن بعدها بساعات، هيئة قناة بنما قالت “لأ يا جماعة، ده إحنا حتى مش عارفين إنتوا بتتكلموا عن إيه!”، وأكدت إن مفيش أي تغيير في الرسوم، وإن الموضوع محتاج “مناقشات” مع واشنطن.
الموضوع ما وقفش هنا، لأن ترامب، اللي واضح إنه شاف القناة في منامه، طلع في خطاب رسمي وقال إن أمريكا عندها “حق” في قناة بنما، وإنه هيعمل كل حاجة علشان يستعيدها، ولو الموضوع متمش وفضلت أمريكا تدفع رسوم، فهو “مش مستبعد أي خيارات”، بما فيها الحلول اللي بـ تبدأ بحرف الـ “ع” وتنتهي بـ “سكرية”.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كمان دخل على الخط، وراح زيارة لبنما عشان يناقش “الخطر الصيني” اللي – حسب كلامه – بيسيطر على القناة، وإنه “مش عدل” إن أمريكا تحمي القناة وفي نفس الوقت تدفع رسوم لعبورها. يا سلام! هو ده منطق “إحنا اللي بنحميكم فلازم تفتحوا الباب ببلاش”؟
الصين من ناحيتها ماعدتش الموضوع بالساهل، وخرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان وقال إن أمريكا بتطلق تصريحات “غير مسؤولة” وبتحاول تشوه التعاون الصيني-البنمي، وكأنهم بيقولوا: “إحنا مش طرف في المشكلة دي، بس شكلكم ناويين تورطونا برضو!”.
أما رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، فكان واضح جدًا في رفضه التام لأي محاولة أمريكية للسيطرة على القناة، وقال إن بنما “دولة ذات سيادة”، وإن القناة بتاعتها ومفيش نقاش في الموضوع.
في الآخر، القناة اللي طولها 82 كيلومتر بقت محور صراع بين أمريكا وبنما، وأمريكا لسه بتحاول تستعيد سيطرة خسرتها من 25 سنة، وبنما بتتمسك بحقها في الممر الملاحي اللي بيربط المحيطين الأطلسي والهادي. هل أمريكا هتعمل حركة مفاجئة؟ ولا بنما هتفضل صامدة قدام الضغط الأمريكي؟ الأيام الجاية هتكشف لنا باقي الفيلم الأمريكي الطويل ده!
