لو كنت فاكر إن الصوفية مجرد ناس قاعدين في زوايا بيصلوا ويدعوا الله في هدوء، يبقى لازم تراجع معلوماتك! فيه نوع خاص من المتصوفة كان عندهم أسلوب حياة مختلف تمامًا، دول “الدراويش الرحالة”، اللي كانوا أشبه ببوذيين الشرق، بس بنكهة إسلامية. الناس دي كانت بتلف العالم الإسلامي كله، من بغداد للأندلس، ومن القاهرة لبلاد الهند، مش عشان سياحة ولا مغامرة، لكن بحثًا عن الحقيقة المطلقة، وعن تجربة روحانية مفيهاش أي ارتباط بالماديات.
مين هما الدراويش دول؟
الدراويش دول ناس قالوا “باي باي” للحياة المرفهة، وقرروا يعيشوا الزهد بشكل عملي، يعني من غير فلوس، ومن غير بيت، ومن غير أي حاجة مادية تقريبًا. كانوا بيمشوا في الشوارع بلبس بسيط جدًا، ويا دوب معاهم عصا وسبحة، وساعات حتى دول ماكانوش عندهم. كان اعتمادهم الكلي على الكرم الإلهي، يعني ياكلوا لما الناس تطعمهم، ويناموا في أي حتة يلاقوها، سواء كانت مسجد، زاوية، أو حتى تحت شجرة.

الدرويشية: بين الزهد والثورة الفكرية
الناس بتفتكر إن الدرويش دول مجرد ناس بسيطة قاعدين يسبّحوا ويذكروا الله، لكن الحقيقة إنهم كانوا عندهم فلسفة حياتية أعمق من كده بكتير. كانوا شايفين إن الحياة الحقيقية مش في الفلوس ولا في الشهوات، وإنك علشان توصل لحب الله لازم تتخلص من كل حاجة بتربطك بالدنيا. بعضهم كان بيتعامل مع الحياة بطريقة كوميدية حتى، بمعنى إنه كان شايف إن كل حاجة في الدنيا دي مجرد “وهم”، وإننا عايشين في لعبة كبيرة!
جلال الدين الرومي وعبد القادر الجيلاني: مشاهير الدراويش
من أشهر الدراويش اللي سابوا بصمة كبيرة في العالم الإسلامي كان عندنا جلال الدين الرومي، الراجل اللي قرر يعبر عن تجربته الصوفية بالرقص والشعر، وطلع لنا مفهوم “المولوية” اللي الدراويش بيعملوا فيه دوران حوالين نفسهم كأنهم داخلين في حالة حب صافية مع الكون كله. تخيل كده واحد بيلف بيلف بيلف لحد ما ينسى نفسه ويدوب في ذكر الله!
أما عبد القادر الجيلاني، فده كان مستوى مختلف من الدراويش، لأنه مش بس زاهد، لكنه كان قائد فكري، عمل مدرسة كاملة للصوفية، وغيّر مفاهيم كتير عن الدين والروحانية، وكان عنده جاذبية غريبة تخلي الناس تسمع كلامه وتحبه من أول لقاء.
رمضان مع الدراويش: تجربة مختلفة تمامًا!
دلوقتي تعال نتخيل رمضان عند الدرويش الرحالة. مفيش بيت يطبخوا فيه، مفيش عزومات، مفيش تمر على الصفرة ولا كنافة وقطايف بعد الفطار. كانوا بيفطروا على أي حاجة بسيطة يلاقوها، رغيف خبز ناشف، شوية ماء، أو لو حظهم حلو حد يديهم لقمة سخنة. ومع ذلك، كانوا شايفين إنهم في قمة السعادة، لأن بالنسبة لهم، الصيام مش بس عن الأكل، لكنه كمان عن الرغبات الدنيوية، وحتى التفكير في بطنهم كان نوع من التعلق بالحياة، وده ضد مبدأهم الأساسي.
السحور؟ نفس الفكرة، لو لقوا أكل يبقى خير وبركة، ولو لأ، فهما شايفين إن الروح بتتغذى على الذكر والتسبيح أكتر من الأكل والشرب. وكان رمضان بالنسبة لهم موسم من الروحانية العميقة، يجتمعوا فيه مع بعض ويذكروا الله بالأناشيد والتواشيح، والذكر الجماعي اللي كان بيدخلهم في حالة روحانية عالية جدًا.
هل كانوا مجرد زُهّاد ولا أصحاب فكر جديد؟
لو فكرت فيها، هتلاقي إن الدراويش الرحالة دول مش مجرد ناس زاهدين سايبين الدنيا، دول كانوا أصحاب فكر ثوري حقيقي، بيحاولوا يغيّروا نظرة الناس للحياة، ويخلوهم يفهموا إن السعادة مش في الفلوس، ولا في السلطة، ولا في أي حاجة مادية. كانوا ضد فكرة إن الدين يبقى حاجة جامدة مليانة قوانين من غير روحانية، وكانوا شايفين إن العلاقة بين الإنسان وربه لازم تبقى مليانة حب ووجد وشوق.
الخلاصة
الدراويش الرحالة كانوا زي الهيبيز بتوع العصور الوسطى، عايشين بلا مأوى، مكتفين بالقليل، لكن عندهم رؤية روحانية عميقة للحياة. رمضان عندهم كان تجربة خالصة من أي ماديات، وكان مليان روحانية على أعلى مستوى. فالسؤال هنا، هل إحنا النهاردة محتاجين شوية من الفلسفة بتاعتهم؟ ولا الحياة بقت سريعة ومادية لدرجة إن النوع ده من التفكير مش ممكن يرجع تاني؟ 🤔